" أدعية الأنبياء "
موضوع مميز جداً
يلهج الأنبياء عليهم السلام
ألسناً بالدعاء ويكسر القلوب منهم الرجاء، وتشرئب
الأعناق وترتفع الأكف ضارعة إلى خالقها ومولاها،
تستمطر رحمته، وتستنزل نصرته،
إنه الدعاء باب الذل والخضوع إذا أغلقت الأبواب،
ومعقد الأفئدة والأبصار إذا أوصدت الدروب،
أمّن يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء
ويجعلكم خلفاء الأرض أإله مع الله قليلا ما تذكرو
وللأنبياء عليهم الصلاة والسلام
مع الدعاء منازل عبودية مدارج السالكين فيها
الإخبات والإنابة والخوف والمراقبة
والإجلال والمحبة والشكر والرضى،
إنهم كانوا يسارعون في الخيرات ويدعوننا رغبا ورهبا وكانوا لنا خاشعين
يا من يجيب دعاء المضطر في الظلم
يا كاشف الضر والبلوى مع السقم
قد نام وفـدك حـول البيت
وانتبهوا وأنت يا حي يا قيـوم لـم تنـم
إن كـان جـودك لا يرجوه ذو سفه
فمـن يجود على العاصين بالكرم
أخي المبارك:
ومع أن الأنبياء عليهم السلام صفوة البشر
وخيرة الخلق إلا أنهم كانوا يرجون من الله غفران ذنوبهم
ومحو خطيئاتهم.
فها هو آدم وحواء عليهما السلام
قالا ربنا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين .
وكذا نوح أول الرسل عليهم السلام
قال رب إني أعوذ بك أن أسألك ما ليس لي به علم
وإلا تغفر لي وترحمني أكن من الخاسرين .
أما موسى عليه الصلاة والسلام
قال رب إني ظلمت نفسي فاغفر لي فغفر له إنه هو الغفور الرحيم .
وبين يدي الركوع والإنابة يستغفر داود عليه السلام ربه
وظن داود أنما فتناه فاستغفر ربه وخر راكعا وأناب
ويحذو الابن حذو أبيه
ولقد فتنا سليمان وألقينا على كرسيه جسداً
ثم أناب قال رب اغفر لي وهب لي ملكاً لا ينبغي لأحد من بعدي
إنك أنت الوهاب .
أما أكرم الخلق وأحبهم إلى الله،
المغفور له ما تقدم من ذنبه
وما تأخر فكان يستغفر الله في اليوم أكثر من سبعين مرة، ومن دعائه:
((اللهم اغفر لي خطيئتي وجهلي وإسرافي في أمري، وما أنت أعلم به مني، اللهم اغفر لي خطئي وعمدي وهزلي وجدي وكل ذلك عندي، اللهم اغفر لي ما قدمت وما أخرت، وما أسررت وما أعلنت،
أنت المقدم وأنت المؤخر وأنت على كل شيء قدير)).
وتدلهم الخطوب وتبلغ القلوب الحناجر ويحيط بالأنبياء،
يتبع
عليهم السلام وعيد الكفار وتهديدهم